الاثنين، 4 فبراير 2013

وبشَر الصابرين

كتبهاHowaida ، في 7 يناير 2013 الساعة: 00:39 ص

ارادت ام ان تعلم ابنها الطفل حب الله جل شأنه, فكانت تستيقظ مبكرا, وتتركه نائما, وتذهب الى السوق, وتحضر كل ما يشتهيه طفلها, وعندما تدخل البيت تُخبأ ما احضرته, وبعد ذلك توقظ ابنها, وتُدخله الحمام ليتوضأ, وتبدأ فى تعليمه الصلاة, وعلَمته ان يدعو الله فى صلاته, ان يرزقه بما يشتهيه من طعام او لعب, وبالفعل كل حين تفاجأه بشئ احضرته له, وايضا علَمته ان يسجد لله شكرا على تلبية دعاءه, واعتاد الطفل على الصلاة والدعاء والسجود شكرا لله, وهى ايضا لم تقصر يوما فى احضار ما يشتهيه الطفل….
وفى يوم خرجت كعادتها الى السوق لاحضار احتياجات الطفل, وفُوجئت بمجموعة لصوص هجموا على السوق, وسرقوا مجموعة من المحلات, وعند وصول الشرطة
اخذوا مجموعة من الرهائن حتى يتمكنوا من الهرب, وللاسف كانت ام الطفل من ضمن الرهائن, واخذت الام تبكى وتصرخ, وتستحلفهم ان يتركوها لان ابنها طفل صغير فى البيت, ويحتاج من يرعاه, ولا يوجد غيرها له فى الدنيا, ولكنهم لم يستجيبوا لطلبها….
وبعد فترة طويلة تمكنت الشرطة من الامساك باللصوص وهرولت الام المسكينة الى البيت مسرعة, وهى تدعو الله ان لا يصيب ابنها مكروه, وما ان وصلت الام, وفتحت باب المنزل, الا ووجدت المنزل مفروش من خيرات الله, من كل صنف ولون, ووجدت ابنها يسجد شكرا لله, بمجرد ان رآها, فسألته, فاجابها بانه فعل ما اعتاد عليه من الصلاة والدعاء, وعندما يجد ما طلبه من الله يسجد شكرا لله, وعندما حضرتى يا امى كنت صليت ودعوت ربى ان تعودى, وعندما رأيتك سجدت اشكر ربى, واحتضنت الام الطفل وهى سعيدة بمحبة الله………. انتهت

القصة الثانية
زوجة تراعى الله فى زوجها وترعى شئون بيتها, ولكن ربى رزقها بزوج قاسى المشاعر والاحساس, عندما يخرج من عمله, يسهر مع اصدقائه حتى منتصف الليل, ويعود يترنح من اثر الخمر, ويجد الزوجة اعدت له العشاء, ولكن غلبها النوم بجانب طاولة العشاء, فيثور عليها كالثور الهائج, ويطيح بها ضربا مبرحا, ويجبرها على الاستيقاظ الباقى من الليل على كرسى غير مريح عقابا لها, وكانت هذه الزوجة تتحمله لانها ليس لديها من يهتم بها….
كان يفعل معها ذلك كل يوم, وان وجدها يقظة وفى انتظاره, لايتهاون فى ضربها واذلالها….
وفى يوم رجع ووجدها نائمة, فاراد ان يُوقظها بالضرب كعادته, فوجدها بلا حراك وفارقت الحياة, فاخذ يصرخ  ويلطم وجهه, وذهب الى المدفن, وطلب من التربى ان يدفنه معها خوفا من عقاب الله, ولكن هيهات…. ومنذ ذلك اليوم لم يفارق قبر زوجته, ويبكى ليل نهار, وكلما رأى احدا, يطلب منه ان يدعو له, ان يغفر الله له…. عزيزى القارئ هل تدعو له….

القصة الثالثة
صبى فى عمر الزهور كان وحيد ابيه وامه, من عائلة فقيرة لا تملك قوت يومها, يخرج والده فى الصباح الباكر ليسترزق هو وزوجته, ببيع بعض الاشياء البسيطة من خضروات, ويعود هو وزوجته اخر اليوم ليطعموا ابنهم ويناموا الليل فى هدوء….
 وفى يوم خرجوا كعادتهم فى الصباح الباكر, ولم يعودوا الى البيت, وانتظر الصبى يوم واثنين وثلاث واربع, ولكن دون فائدة, وحضر صاحب البيت وطرد الصبى فى الشارع, وتجول الصبى من شارع الى شارع ايام كثيرة, دون ان يجد مكان يأويه من البرد والجوع, اخيرا وجد بيت فى نهاية الشارع الذى يسير فيه, فقرر ان يطرق الباب ليطلب طعام, حتى يشعر بالدفء, وطرق الباب, ففتحت الباب شابة وسألته: ماذا تُريد؟      
فاجابها فى خجل شديد: كوب من الماء. 
فذهبت واحضرت له كوب كبير من اللبن.
وسألته :هل تُريد شيئا اخر؟
فاجابها بالنفى وانصرف….
وهو يسير فى طريقه, بعد ان شعر بالدفء, وجد إعلان على باب عيادة طبية, يطلب عامل  نظافة,  فطرق الباب, وتقدم للعمل, وقبلوا تعيينه, واشفق عليه الطبيب بعد ان عرف قصته, وسمح له بالمبيت فى العيادة بعد انصراف المرضى, ويغلق باب العيادة, ويبدأ التنظيف حتى يتعب وينام, ومع مرور الايام, تعلَم اشياء كثيرة من مرافقته للطبيب, وطلب من الطبيب ان يساعده فى ان يتعلم, وبالفعل استجاب الطبيب, وبدأ يساعده حتى اصبح طبيب مثله, واشتركا معا فى عمل مستشفى كبير….
وفى يوم حضرت سيدة بورم خطير فى المعدة, واجرى لها العملية (الصبى الذى اصبح طبيب مشهور) ونجحت العملية وطلبت السيدة واهلها الخروج من المستشفى, لتكملة العلاج فى البيت, توفيرا للمصاريف, ولكن الطبيب رفض بشدة خروجهم الا عندما يسمح لهم بذلك, وعندما طلبت فاتورة الحساب, احضر لها الموظف المسئول ورقة مطوية, فتحتها فوجدتها مرسوم فيها كوبا من اللبن!!! وشكر خاص من الطبيب المشهور…….. انتهت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق