كتبهاHowaida ، في 17 يناير 2013 الساعة: 03:05 ص
فى
الصباح الباكر فى شهر من شهور الصيف, فى منزل الاستاذ (ادهم ابوالمجد)
مدير حسابات فى احدى الشركات الحكومية, وهو فى العقد الخامس من العمر, وهو
طويل القامة, ابيض البشرة, ممتلئ القوام, يستيقظ فى الصباح الباكر, ويقوم
بعدة العاب رياضية, فى بلكونة المنزل على صوت المذياع, وفى
مطبخ المنزل, تُجهز طعام الافطار زوجة الاستاذ (ادهم) الست (امينة) وهى
ابنة عمه, وكان زواجهم زواج تقليدى, البنت لابن عمها, وهى فى العقد الرابع,
وقصيرة القامة, بدينة بعض الشئ, خمرية البشرة, حياتهم شبه روتينية, منضبطة
تقريبا بالساعة بحكم عمله, يحاول كلا منهما ارضاء الاخر, وعدم اثارة
المشاكل, ولديهم اجتماع اسرى ثلاث مرات فى اليوم, يبدأ فى الفطار, ثم
الغذاء, والعشاء, ولا احد يتخلف عن المواعيد طبقا لساعة محددة, ولديهم ثلاث
وردات جميلات كما يسمونهن, رباهن على مبادئ واخلاق الدين, والتمسك بحقوقهن
مهما قابلتهن من مشكلات, ومناصفة المظلوم, والحفاظ على انفسهن, مهما كلفهن
الامر, وعلَمهن عدم الكذب ومصارحته بكل شئ, مهما كان لا يستحق فى نظرهن,
وكان يثق فى اخلاقهن وتربيتهن, وفعلا البنات كانوا مطيعات ولا يعصون له
كلمة…..
الكبيرة
(سوسن) وتعمل مدرسة فى المدرسة الثانوية, بجانب منزل والدها, فتحضر ابنها
الصغير وهو عمره سنة, ومتزوجة من (تامر) ويعمل ضابط امن فى المطار برتبة
نقيب, يوصَلها فى الصباح بسيارته الخاصة ويذهب بعدها الى عمله…..
والوردة
الثانية (سهير) وهى فى الفرقة الثالثة بكلية الزراعة, وتتميز عن اخواتها
برقة المشاعر, واكثر اهتماماتها زرع الورد فى البلكونة والاهتمام به, وهى
ترث قصر القامة من امها, ونفس لون البشرة, ولكنها جميلة الملامح وذكية,
ومرحة وحبوبة للجميع, وتهتم باناقتها من ملابس واكسسوار, ومخطوبة لابن
الجيران (خالد) فى الشقة التى امامهم, وهو فى نهائى طب اسنان, وهو الابن
الوحيد للدكتور (عزيز عبد المنعم) طبيب اسنان, ورجل ذو سمعة طيبة بين
جيرانه, ومرضاه, وله صداقة وطيدة مع الاستاذ (ادهم) من زمن طويل, ويعتبره
اخيه بحكم العشرة, وكذلك زوجته (عنايات) ربة منزل, وصديقة حميمة للست
(امينة) كما يلقبها الاستاذ (ادهم)….
اما
الوردة الثالثة فهى فى المدرسة الابتدائية, ومدللة من الجميع, لانها اخر
العنقود, واسمها (سها) وحصلت على غرفة (سوسن) بعد زواجها لتستقل (سهير)
بغرفتها هى الاخرى….
وعندما
تنتهى البنات من ارتداء ملابسهن, يسرعوا بتحضير الفطار مع امهن, وكلا
يساهم بالمساعدة فى مرح, ويتبادلون النكات, وهم يتناولون الطعام حتى
ينتهوا, ويرفعوا الاطباق مع والدتهن, ويذهب كلا الى عمله, بعد ان يسأل
الاستاذ (ادهم) الست (امينة): هل تريدين شيئا احضره معى؟
فتناوله
ورقة صغيرة بها الطلبات التى يحضرها معه, وتدعو لهم جميعا, وينصرف الجميع,
وتحتضن حفيدها, وتبدأ فى اطعامه وهى تغنى له, وتطلب من الشغالة الصغيرة ان
تُسرع فى ترتيب المنزل, ليبدأوا فى تحضير طعام الغذاء,
وفى
الكلية تحضر (سهير) المحاضرات مع زملائها وزميلاتها, وتدون المحاضرات,
ويذهبوا الى الكافيتريا لشرب الشاى, ويتسامروا ويكملوا بقية المحاضرات,
وعند انتهاء اليوم يتجمعوا فى المواصلات, وترافق (سهير) اثنين من زميلاتها,
(رباب) ذات العيون الخضراء والشعر الذهبى, وتتميز بانها اجمل فتاة فى
الكلية, ولها معجبين كثيرين, وبسببها تتعرض لمعاكسات كثيرة, و(دنيا) الفتاة
السمراء, وطويلة القوام, وتحصل على معاكسات من المارة عندما يسيروا الثلاث فتايات مع بعض, حتى يصلوا الى منازلهن….
وتجتمع
الاسرة على الغذاء, ويتناولوا الاحاديث التى حدثت معهم طوال اليوم, وبعد
الغذاء كلا يذهب الى غرفته لقضاء بعض القيلولة, ويستيقظوا على رائحة الكيك
اللذيذ, التى اشتهرت امهن باجادة صنعها, وتُسرع (سهير) الى امها لتطلب منها
طبق كيك لجارتهم الست (عنايات) وتأخذه (سهير) وتذهب الى جارتهم, وتسلم على
(خالد) فهى مُصرح لها رأيته يوم فى الاسبوع والخروج معه, وابلغته
بانهما سيخرجون مع زميلاتها وخطابهم, فى رحلة لجزيرة فى الاسكندرية, يوم
الجمعة القادم وسوف يعودون اخر اليوم, واستأذنت والدها ووافق, فرح (خالد)
بهذا الجروب, ورجعت (سهير) الى بيتها لتبدأ الاستعدادات للرحلة التى
سيقومون بها بعد يومين, وطلبت من والدتها ان تُجهز لهم الطعام المناسب….
وبدأ الجروب فى التحرك, وكان عددهم عشرة, خمسة شباب وخمس فتايات من ضمنهم (سهير وخالد) ووصلوا الى الجزيرة,
وبدأوا
فى نصب الخيمة الخاصة بالفتايات, وجهَز الفتايات الحطب لاشعال النار
لتسخين الطعام, وعمل الشاى, وعندما انتهى الشباب من نصب الخيمة الخاصة
بالفتايات, جهزوا الخيمة الخاصة بهم, وبعد الانتهاء من الطعام, قرر الشباب
الاستحمام فى ماء البحر, والفتايات يلعبون ويمرحون بالكرة
هنا
وهناك, والكرة بعدت وذهبت (رباب) لاحضارها من وراء الصخرة, وانتظروا بقية
البنات, ولكنها لم تحضر, فذهبت (سهير وسارة) وايضا لم يحضرا, فظنوا
الفتاتين (دنيا وعلا) ان الثلاثة يلعبون معهم لعبة الاستغماية, وليس الكرة,
فذهبوا وراء الصخرة ليفسدوا لعبتهم, ولكن الامر كان غير ذلك!!!!…..
فخرج
الشباب من البحر وهم يعتقدون ان البنات يمرحون خلف الصخرة, فبدلوا
ملابسهم, وانتظروا وانتظروا وفات وقت كثير, ولم تظهر فتاة من الفتايات,
فبدأ القلق يساورهم وذهبوا وراء الصخرة لاكتشاف الامر, ولكن لم يجدوا
احدا!!!
ونادوا عليهم دون
جدوى وبحثوا عنهم فى كل مكان فى الجزيرة, وتسلقوا هنا وهناك, ولم يصلوا
لشئ يدلهم على البنات, فرجعوا الى الخيام لعلهم عادوا ولكن دون فائدة, فقرر
اثنان منهم ركوب القارب, واللجوء الى الشاطئ لطلب النجدة, وينتظر ثلاثتهم
على الجزيرة بجانب الخيام لعل البنات يعودوا………….. يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق