الأربعاء، 13 فبراير 2013

انا لله وانا اليه راجعون



 
استيقظت من نومى فى الصباح  متعبة, واشعر بتكسير فى عظامى ومرهقة, وانفاسى متلاحقة, واحمل ثقل على صدرى, فتوضأت وصليت ركعتين,  واخذت اردد بعض الادعية, حتى افيق من هذا الثقل الذى كاد ان ينهى حياتى, وبعد قليل رن جرس الهاتف, ووجدت صديقتى (احلام)  من البلد, تخبرنى عن وفاة ابن  صديقتى (الحاجة رجاء) فى حادث أليم فى دولة قطر, وانها فى حالة يرثى لها, لا تفيق من الغيبوبة حتى تدخل فى حالة من الانهيار الكامل, حتى يتعاملوا معها الاطباء بالمهدئات التى تدخلها فى شبة غيبوبة اخرى لاتدرى بحالها, واخذت تبكى وكنت مثلها لم اتمالك نفسى من البكاء, واردد انا لله وانا اليه راجعون, انا لله وانا اليه راجعون....
واغلقت صديقتى الخط, وحتى  تمالكت, قمت الى الصلاة وقراءة القراءن, واستأذنت زوجى فى السفر ليوم واحد لتأدية واجب العزاء....
وتذكرت كيف كانت معرفتى (بالحاجة رجاء) كانت وكيلة المدرسة الثانوية بنات,  التى استلمت بها  الترقية للدرجة الاولى من سبعة عشر عاما, وارتحت اليها فى العمل, وكانت تخلصنى من المفارقات الكوميدية التى توقعنى بها ابنتى الرابعة (حسناء) التى كان عمرها سنتان فى ذلك الوقت,   وكنت قد ادخلتها الحضانة التابعة للمدرسة التى اعمل بها, فكانت طفلتى الصغيرة تترك الحضانة وتحضر إليَ وتملأ المكان بالفوضى وتشعر بها المديرة وقبل ان تحرجنى, تحضر (الحاجة رجاء) وتعدها بانها سوف تتخذ اجراءاتها مع مشرفة الحضانة, التى سمحت لطفلتى   بالذهاب الى مكتبى, واحداث الفوضى به, وهى تعلم جيدا ان طفلتى هى كثيرة الشغب ولا ذنب للمشرفة فى ذلك....
ويمر الموقف بالضحك رغم انة يتكرر كل يوم, وكانت ابنتى تتعمد رغم صغر سنها ان تراها المديرة, وتحرج (الحاجة رجاء) وكانت الحاجة دؤوبة السؤال عليَ وعلى بناتى, ولم ارى احدا فرح اكثر منها بى, عندما اكرمنى الله ورزقنى (بمحمد) ابنى وعندما تركت المدرسة لرعاية ابنى, حصلت هى على ترقية مديرة المدرسة, واخذت تمد لى فترة شهر, لكن تقدمت بمعاش مبكر, وانتقلت مع زوجى الى القاهرة, وكانت دائمة الاتصال والاطمئنان عليَ, وعلى اولادى, واول من يزورنى فى الاجازات كانت هى, اللهم صبَر قلبها....
وقبل سفرى بساعات قليلة كنت احاول اخذ قسط من القيلولة والراحة, حضر زوجى وهو يبكى, وعندما سألته, اخبرنى ان ابن خالته شاب فى العقد الثالث  من عمره, توفى اثر حادث فى البلد, وحجز للسفر معى, لتقديم واجب العزاء, وهذا الشاب عندما كان صبى عمره ثلاثة عشر عاما, كانت له نزعة دينية قوية, وكان يستمع الى الجماعات الاسلامية فى المساجد, واعتقل ثلاثة عشر عاما,  وما ادراك ما المعتقل, وهرولت وراءه امه فى جميع سجون مصر, فاكمل تعليمه وكان من حفظة القراءن, وعندما افرج عنه, اقامت اهله فرحا, يحكى عنه فى البلد من شرقها الى غربها, وبسرعة البرق اختارت له عروس وتزوج ورزقه الله بثلاثة ابناء, اكبرهم خمس سنوات واصغرهم شهر واحد فقط, وكان هذا الشاب رؤوف ومطيع لأهله وودود باخوته البنات, لدرجة ان كل واحدة متزوجة ولديها ابناء الا انها تتمنى  وتدعو ربها ان تلحق به....
كان اليوم يوم عصيب عشناه من عزاء لعزاء, وولوعة فراق ام لابنها الوحيد, تمنيت ان يكون كابوس مزعج واصحو منه, لكن ارادة الله ولا مرد لقضائه....
اللهم ألهم  اهلهم الصبر والسلوان....

هناك 8 تعليقات:

  1. الاخت الفاضلة الاستاذة هويدا
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انا لله وانا اليه راجعون

    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

    عظم الله العلي القدير أجركم أختي الكريمة ..

    والله يرحمهم بِواسع رحمته ، ويجبر مصابهم الجلل ، ويلهم الصبر والسلوان إن شاء الله تعالى .

    اللهم اغفـر لهما وارحمها و اعف عنها وأكرم نزلهم ووسع مدخلهما واغسلهم بالماء والثلج و البرد و نقهم من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس و أبدلهم دارآ خيرآ من دارهم و أهلآ خيـرآ من أهلهم و قهم فتنة القبر وعذاب النار

    ردحذف
    الردود
    1. عليكم السلام اخى فى الله ذياد
      اشكرك والله يتقبل ويرحمهم ويدخلهم فسيح جناتة ويزوجهم من حور العين ويسقيهم من يد الرسول الكريم شربة ماء لايظماؤ بعدها ابدا اللهم امين

      حذف
  2. السلام عليكم
    عظم الله اجركم وغفر لميتكم واسكنه الله فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان
    انا لله وانا اله راجعون

    ردحذف
    الردود
    1. اختى وصديقتى زهور الغالية
      اشكرك ولايريكى مكروة ابدا يارب وعظم الله سعيك واللهم الهم اهلهم الصبر والسلوان امين

      حذف
  3. الاخت الغالية
    انا لله وأنا إليه راجعون
    خبر مفجع وفاة صديقتك وقريب زوجكم
    والله لقد صغتى لنا خبر الوفاة بأسلوب جعلنى أشعر معكم بالفجيعة
    لا يسعنى إلا أن أقول لكم
    البقاء لله

    ردحذف
  4. استاذى الفاضل عادل
    اشكرك لواساتى لكن ابن صديقتى هو الذى توفى فهو وحيدها وشاب فى الثلاثين من عمرة الهمها الصبر والخبر كان صعب علينا جميعا لانة توفى فى حادث فى قطر الخميس المغرب واحتفظوا بالجثمان حتى يوم الثلاثاء للتحقيق الله يصبرنا جميعا شكر الله سعيك ولايريك مكروة ابدا امين

    ردحذف
  5. السلام عليكم الاخت هويدا
    انا لله وانا الية راجعوان
    القاء لله سبحانة من له الدوام
    ولكا اجل كتاب

    ردحذف
  6. أن لله وان اليه راجعون
    هذه هي سنة الحياة ولا احد مخلد على وجه الارض
    الصبر والسلوان لزميلتك وعظم الله اجرهم
    http://alimizher.blogspot.com/

    ردحذف