الاثنين، 4 فبراير 2013

ثمن الحب (1)

 كتبهاHowaida ، في 28 يناير 2013 الساعة: 21:10 م


فى صباح شتاء شديد البرودة, تستيقظ السيدة (عفاف) من النوم متثاقلة, وبجانبها الطفلة الصغيرة (مرام), التى لا تتعدى الثامنة من العمر, تمسح على وجهها البرئ لتوقظها فى رفق, لتستعد للذهاب الى المدرسة, وتدنو من باب الغرفة الاخرى, لتوقظ (امانى) شابة خريجة الهندسة, واستلمت العمل فى مصنع الغزل, تتمايل الشابة الجميلة ذات الشعر الذهبى, والعينين الخضراوين والقوام الممشوق فى دلال, وتستجيب على الفور وتذهب الى غرفة امها, لتسحب اختها (مرام) بتدليل لغسل وجهها والاستعداد لارتداء ملابس المدرسة, حتى توصَلها قبل ذهابها الى عملها, والام بدورها تُحضر الافطار وكوب اللبن الساخن المحلى بالشيكولاته, وشندوتشات الجبنة بالطماطم (لمرام) لتأكلهم فى (البريك) بين الحصص, وتجهز الفتاتان ويتناولوا الافطار سريعا, ويودعوا امهم, التى تركها زوجها ولقى ربه اثر حادث منذ سبع سنوات, ورفضت عروض الزواج من اجل رعاية الفتاتين, وعملت بمشغل للخياطة, حتى تعينها على المعيشة بجانب معاش زوجها, وتتحصل على جزء من ايراد ارض زراعية لزوجها واهله, كل منهم له نصيب تودعه فى البنك لزواج الفتاتين……..
توصَل (امانى) اختها الى المدرسة وتذهب الى محطة الاتوبيس, لانتظار اتوبيس شركة الغزل ليوصلها, وفى الاتوبيس تلتقى زميلتها التى تعرفت عليها منذ تعيينها من شهر واحد فقط, المهندسة (ضحى) بيضاء البشرة, عينان عسليتان وشعر بنى كثيف, يلتقى الفتاتان ويسلموا على الموجودين من الزملاء فى المصنع, ولا يلتقوا الا فى الاتوبيس فقط…..
يصلوا الى المكتب الهندسى بالمصنع, يجدوا مديرة المكتب المهندسة (مدام حكمت) فهى جادة فى العمل ولا تحب الاحاديث الكثيرة, فى العقد الخامس محجبة بدينة سمراء,      وتوزع العمل على الشباب (امانى) و(ضحى) والمهندس (رامى) شاب هادئ الطباع, قليل الكلام, ذو رجولة فى مواقفه مع زملائه, خمرى البشرة صلب البنيان, ويعمل تحت رئاسة (مدام حكمت) ويكن لها احترام خاص, متواضع رغم انه ابن مدير المصنع, لكنه رؤوف بمشكلات العمال, وايضا فى المكتب المهندس (جرجس) فى العقد الرابع متزوج ولديه ولدان فى التعليم الثانوى, ضئيل الجسم خفيف الشعر, خمرى البشرة, ودائم التعليق بالنكت وضحو ك ويحبه الجميع, ويبدأ الجميع العمل بهمة عالية, وفى وقت الراحة يتناولوا بعض المأكولات الخفيفة من كافتيريا المصنع, وكانت (ضحى) تكن (لرامى) حبا فى قلبها, ولكن هو له رأى آخر, لانها كثيرة الثرثرة ويعتبرها مثل اخته, وهو يرتاح الى (امانى) ويشعر نحوها بانجذاب, ولكنه يحاول ان يخفيه حتى تصل مشاعره اليها دون تصريح, ولكن (امانى) تتعامل مع الجميع باحترام, وكأنها عائلة ثانية لها……
 ومرت الايام وتوالت الشهور والامور تسير على احسن حال, حتى وجدوا بطاقة دعوى على مكاتب جميع الموظفين بحضور الحفل السنوى للمصنع, فى قاعة فندق فخم والاتوبيس الخاص بالشركة سيكون فى انتظارهم فى نفس المكان الذى ينتظرهم كل يوم, ويوصلهم ايضا فى العودة, فعرض (رامى) على (امانى) و(ضحى) ان يوصلهم فى الذهاب والعودة, لكن (امانى) اعتذرت فى ادب وقبل اعتذارها, لكن (ضحى) وافقت وذهبت معه…..
 وفى يوم الاحتفال ذهبت (امانى) بالاتوبيس, واثناء الاحتفال وجدت اتصال من اختها الصغيرة: احضرى بسرعة يا(امانى) ماما تعبانة جدا, ومش بترد عليا, واخذت تبكى (مرام) فى التليفون!!!!
 فاسرعت (امانى) واعتذرت عن عدم استكمال الحفلة, وعرض عليها (رامى) ان يوصلها فوافقت, واسرعا الى المنزل وكانت امها مريضة جدا, فاخذوها الى المستشفى ليسعفوها, وبعد الكشف اتضح انها مريضة سكر وضغط عالى تسبب لها فى الاغماء, وكان (رامى) يقف بجانب (امانى) الذى لم يتركها حتى اطمئن عليهم, واوصلهم الى المنزل, وشكرته (امانى) هى وامها, وطلبت منه تقديم اجازة لها فى اليوم التالى حتى تعتنى بامها…..
ومر يومان و(امانى) تعتنى بامها حتى تماثلت للشفاء, وقررت الذهاب للعمل, وفى طريقها لتوصل اختها (مرام) الى المدرسة, وقبل ان تصل الى محطة الاتوبيس, كادت تصدمها سيارة تسيربسرعة, فوقفت السيارة ونزل منها شاب يرتدى البدلة الحربية, طويل القامة اسمر اللون……  يتبع

هناك تعليق واحد: