المشهد الاول, فى منزل الاستاذ (سليمان) وهو طويل القامة, خمرى اللون, اصلع
الرأس, ذو شارب كثيف, يكسو وجهه ملامح الطيبة, ويُعرف وسط جيرانه بالطيبة وحسن
الخلق, وهو تاجر اقمشة, ولديه متجر صغير فى الحى الذى يقطن فيه, نصيبه من ارث
ابيه, بعد ان وزَع الانصبة على اخوته, بعد وفاة ابيه وامه فى حادث سيارة عند
عودتهم من المصيف.....
الاستاذ (سليمان) متزوج من (حورية), وهى اسم على مسمى فى جمالها, الذى كانت
تتميز به عن قرنائها من بنات الحى الذى تقطن فيه, وكانت جارة (سليمان) فى السكن,
ونشأ بينهما قصة حب منذ الصبا, وتُوج هذا الحب بالزواج......
(حورية) بيضاء البشرة, ممشوقة القوام, شعرها بنى كثيف وطويل, عينان عسليتان,
بشوشة الوجه, ذو اخلاق حميدة يحبها الجميع.....
يجلس الاستاذ (سليمان) على الاريكة فى الصالة, يقرأ القرآن الكريم, ليتخلص
من توتره, وقلقه على زوجته, وهى تنجب له لأول مرة, وبجانبه يجلس المعلم (عبده) والد (حورية) يدعو لها, كلما سمعها تتألم, وهو
رجل تعدى الستين من عمره, ولكنه صلب البنيان, ويرتدى جلباب بلدى بسيط, ولديه مطعم
فول وفلافل فى نفس الحى, وله كلمة مسموعة فى اهل الحى الشعبى, ويحترمه الصغير
والكبير, ويهابوا غضبه.....
يقول المعلم (عبده): متقلقش يا(سليمان) يا ابنى ان شاء الله هتكون بخير...
فيجيبه (سليمان): اللهم امين هى والمولود يا رب...
تخرج من الغرفة التى تلد فيها (حورية) امها وهى تزغرد: الف مبروك يا(سليمان)
(حورية) انجبت لك ولدين توأم زى القمر....
يهلل عم (عبده): الله اكبر يتربوا فى عزك يا ابنى....
(سليمان): احمدك يا رب, (ويسجد لله شكرا) وهى اخبارها ايه؟...
ام (حورية): الحمد لله هى والولدين الله اكبر...
وتخرج من الغرفة الداية, التى ساعدت (حورية) فى الولادة: الف مبروك يا بيه,
وتزغرد....
وتملأ الزغاريد المكان, ويمتد الى الحى كله, ويحضر الاهل والجيران للمباركة,
وتمر الشهور, والعائلة الصغيرة تعيش فى سعادة مع الرضيعين, (محمد) و(احمد)
اللذين ملآ عليهما حياتهما, مع مباركة الاهل والجيران....
وكانت فرحة الاستاذ (سليمان) كبيرة, لان طفليه غير متماثلين, وكل منهما له
ملامح مختلفة عن الاخر, فكان (احمد) كثير الحركة, وابيض البشرة, وعيناه عسليتان
مثل امه, ولديه حسنة فى خده اليمين....
اما (محمد) فقليل الحركة, وخمرى البشرة, وعيناه سوداء, وايضا لديه حسنة لكن
فى خده الشمال....
مرت السنين, وكبر الصغيران فى المراحل التعليمية المختلفة, وبدأت نواحى
الاختلاف تظهر فى طباعهما, (محمد) كان اكثر عطفا على والديه وعلى اصدقائهما فى
المدرسة والحى, اما (احمد) كان اكثر شراسة, ويشعر بمتعة فى ايذاء الغير, عندما
يلعبان مع اقرانهما من الجيران, كان يشاغب ويفتعل المشاكل معهم اثناء اللعب, فكان
الصبية يرفضون اللعب معه: مش هنلعب معاك تانى, عشان بتضايقنا....
فيرد (محمد) لتطيب خاطرهم: اخر مرة
يعمل كدا, سامحوه....
فيرد (احمد) على اخيه فى غضب: سيبهم يا (محمد) يلعبوا لوحدهم, واحنا نلعب لحدنا,
الكرة ملكنا, ومش عايزين حد يلعب معانا.....
يسمع خلافاتهم الاستاذ (سليمان) فيحاول تهدئة الموقف: متزعلوش يا اولاد من
بعض, انتو اخوات, يلا ألعبوا فى هدوء....
ويميل على (احمد): ألعب مع اخواتك
بدون مشاكل, وإلا هازعل منك, ومش هسمح لك باللعب مرة تانية معاهم, دول جيرانا,
والرسول عليه الصلاة والسلام, وصانا بالمعاملة الحسنة لجيراننا, مش عايزك تزعلهم تانى....
فكان ابواهما (حورية) و(سليمان) يعتذران عن الأذى الذى يتسبب فيه (احمد)
دائما....
فيسأل (سليمان) (حورية): احنا قصرنا فى تربية (احمد) فاختلفت طباعه عن اخيه
(محمد)؟؟؟
ترد (حورية): ابدا,مقصرناش فى التربية, احنا مميزناش (محمد) عن (احمد) عشان
يحصل كدا....
يحضر (سليمان) ابنه (احمد) ويسأله: ليه بتعمل مشاكل مع اصحابك فى الحى؟؟؟
يجيب (احمد): ابدا, انا معملتش حاجة, هما اللى بيتخانقوا معايا, حتى اسأل (محمد)
اخويا....
لكن (سليمان) كان متأكد ان (احمد) هو الذى يفتعل المشاكل مع الغير, ولذلك
كان حزنه يزداد يوما عن يوم....
وفى يوم, وجد الاستاذ (سليمان) اتصال من مدرسة اولاده, ترجوه الحضور لدى
المدير, لامر هام يتعلق بابنه (احمد), اغلق الهاتف, واسرع بالذهاب الى المدرسة, لاستطلاع
الامر المهم ....
استقبله المدير وهو حزين وقال: اسف جدا, ابنك احمد اتخانق مع زملاؤه فى
اثناء الحصة, ووجدنا فى حقيبته بعد تفتيشها هذا....
صعق الاستاذ (سليمان) مما رآه........مطواة وثلاث سيجارات!!!!
قال المدير: تماسك من فضلك, يا استاذ (سليمان) انت عارف كويس ان الولد
بيعمل مشاكل كتير مع زملاءه, ومش زى اخوه محمد مطيع ومهذب, واصحابه ومدرسيه
بيحبوه.... رغم انهما فى المرحلة الاعدادية, لكن تحصيله الدراسى سيئ بناءا على رأى
مدرسيه, ارجو انك تاخذ الموقف بحكمتك المعهودة, وتحاول اصلاحه....
وطلب له كوب من الليمون حتى يهدأ, قبل ان يستدعى له (احمد) وبعد ان تمالك الاستاذ
(سليمان) نفسه, طلب منه ان يرى ولده, حتى يستفسر منه لماذا وصل به الحال الى
ذلك؟؟؟....
حضر الساعى الى غرفة المدير: ملقتهوش فى المدرسة, هرب مع بعض زمايله المشاغبين!!!...
رد مدير المدرسة: متقلقش, لما ترجع البيت, خليك هادى وحاول ان تتكلم معاه,
ومن ناحيتى سأتخذ الاجراءات بفصله اسبوع....
شكره الاستاذ (سليمان) وانصرف الى بيته, وهو فى اشد حالات الحزن مما حدث,
وما وصل اليه ابنه (احمد), وفكر فى زوجته (حورية) كيف سيخبرها بامر ابنها؟؟؟
وعند عودته الحى وجد والد (حورية) فى استقباله يبكى ويردد: (احمد) اختفى
...اختفى!!!
............... يتبع
الاستاذ (سليمان) متزوج من (حورية), وهى اسم على مسمى فى جمالها
ردحذفيجلس الاستاذ (سليمان) على الاريكة فى الصالة, يقرأ القرآن الكريم, ليتخلص من توتره,
وتمر الشهور, والعائلة الصغيرة تعيش فى سعادة مع الرضيعين, (محمد) و(احمد) اللذين ملآ عليهما حياتهما
رت السنين, وكبر الصغيران فى المراحل التعليمية المختلفة, وبدأت نواحى الاختلاف تظهر فى طباعهما, (محمد) كان اكثر عطفا على والديه وعلى اصدقائهما فى المدرسة والحى, اما (احمد) كان اكثر شراسة, ويشعر بمتعة فى ايذاء الغير
استقبله المدير وهو حزين وقال: اسف جدا, ابنك احمد اتخانق مع زملاؤه فى اثناء الحصة, ووجدنا فى حقيبته بعد تفتيشها هذا....
صعق الاستاذ (سليمان) مما رآه........مطواة وثلاث سيجارات!!!!
==================
اختي هويدا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واسعد الله صباحك
اطلعت على الجزء الاول من قصة التوأم وعلى ما يبدو انها تهدف الى معالجة واظهار الفوارق بين البشر وحتى الاخوان منهم فمنهم من يحمل طباع الخير والبعض الاخر يحمل طباع الشر وبالتالي ما سيقود اليه الشر وما سيقود اليه الخير
انا بانتظار متابعة الجزء الذي يلي هذا الجزء للتعرف اكثر على ما كان من اولاد الاستاذ سليمان
تحياتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
اخى الاستاذ الفاضل على
حذفعليكم السلام واسعد الله ايامك كلها يارب
اتفق معك فى هذا التحليل من اختلاف الطباع بين الاخوين الخير والشر ومثل طبيعة الكون سيكون هناك صراع بينهما مع شوية حبشتكنات الخيال نتابع معا لك تحياتى واحتراماتى
الاخت الغالية والمبدعة فكرا وقلما
ردحذفتابعت الجزء الاول من قصلكم الرائعة التؤمان وراقنى جدا الوصف العام عند بداية القصة وسيناريو البداية
ولنا فيما بعد تفنيد على مسار القصة
تحياتى لكم
اخى واستاذى المعلم الاول عادل
حذفالشكر لك استاذى ولمتابعتكم المثمرة دائما بالاوصاف الرقيقة التى تمنحنى الامل فى تكملة السرد انتهيت من القصة اليوم فى صلاة الفجر ولم استطع نشرها الا فى المغرب وانتظر التعليق النهائى لها تحياتى
صباح الغاردينيا
ردحذفرغم إنهما توأمان ولكن سبحان من خلق وفرق كلاهما عكس الآخر ولكن لابد أن شيئاً ما آثر في سلوك أحمد حتى يكون مختلفاً عن أخيه سعدت بتواجدي هنا وسأكون متابعة لكِ بإذن الله والشكر موصول لمدونة أستاذي آبوعلاء "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas❤
اهلا ومرحبا بالاخت العزيزة ريماس
حذفسعدت بتعطيرك مدونتى بتعليقك الرقيق اتفق معكى فى الرائ الاختلاف فى السلوك طبيعة بشرية مثل اصابع اليد ومرحبا بك فى اى وقت وربنا يبارك فى استاذنا جميعا الاستاذ الفاضل على مزهر وهو لة كل الشكر على تواصلنا جميعا جزاة الله خير الجزاء
السلام عليكم
ردحذفتحياتي اختي الغالية ولزوار مدونتك الكرام
قصة تبدو متسلسلة الاحداث تهدف الى تبيان الفوارق بين التوأمان.
معك حتى نهايتها .ان شاء الله
موفقة ودمت بخير
اختى الغالية زهورى العطرة
حذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
ارجوا ان تنال اعجابكم حتى النهاية وهى فعلا تظهر اختلاف الفوارق بين الاخوين شكرا لكى صديقتى ودمتى بالخير دائما
مساء الحيــــــــــــــــــــــــــــــر اختي هويــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا
ردحذفمرور لتفقد الاحوال والبحث عما هو جديد وخاصة الجزء الثاني من التوأم
لم اجد الجزء الثاني بعد ويبدو انه لم ينضج بعد ههههههههههههههه
ولكن اسعدني مرور اختنا الاستاذة ريماس من هنا هذه الانسانة الطيبة والرائعة والتي اعتز بها اخت وزميلة وصديقة
انها الاميرة العاشقة واسمحي لي اختي من هنا ان اوجه لها تحية احترام وتقدير
اخى الفاضل الاستاذ على مزهر
حذفمرحبا بك مرورك الكريم والقصة انتهيت منها واتمنى ان تنال رضاك عنها ولك عظيم الشكر على تواصلك الكريم للزملاء ببعضهم البعض وشكرا لك على مدحك وشكرك فى الاخت العزيزة ريماس فمرحبا بكم جميعا اخوتى وجزاك عنا جميعا كل الخير والسعادة فلك الفضل الاول فى هذا التعارف لك احترامى وتقديرى