رد الاستاذ (سليمان) مذعورا: ليه حصل ايه
وازاى؟؟؟
(عم عبده): اللى حصل ان (احمد) حضر من
المدرسة, وشفته وناديت عليه, لكن ملتفت ليش, واخد فى وشه وجرى
على البيت, فرحت وراه وعقبال ما وصلت, وطلعت
البيت, لقيته شايل فى ايديه شنطة وامه تنادى عليه: ارجع يا (احمد)
لكن مسمعش
كلامها, وانا حاولت امسكه, لكن زقنى, ولولا بنتى (حورية) كنت وقعت على الارض!!!
واخذ عم (عبده) يبكى, وجلس على الارض من كثرة حزنه, وجلس بجانبه الاستاذ (سليمان), وهو الاخر لا يجد شئ يفعله الا الاستغفار, وتجمع اهل الحى يواسوا الرجلين, رغم ان كل واحد فيهم لديه اصابة, او اذى من (احمد) منهم من كسر له زجاج محله بالطوب, والاخر ضرب له ابنه, والاخر حطم له زجاج السيارة الخاصة به, لكنهم يحترمون الاستاذ (سليمان) وكلا منهم يردد: ولا يهمك هندور معاك فى كل مكان, ودى شقاوة شباب, وبكرة يرجع, وينصلح حاله, متزعلش نفسك...
وامسك الاستاذ (سليمان) بعم (عبده), وذهب الى البيت
ليطمئن على زوجته, فوجدها تبكى بحرقة, وبجانبها امها ونساء الحى يهدؤا من روعها...
انتظر الاب حضور ابنه (محمد) من المدرسة وسأله: انت كنت تعرف علاقة اخوك بالمشاغبين دول فى المدرسة؟
اجاب (محمد) فى خجل: كنت باحذره, وباحاول اخوفه
بانى هقولك باللى بيعمله, لكن كان بيضربنى ويحذرنى, لو قلت لك سيترك البيت ومحدش هيعرف
عنه حاجة!!!
الاب: ده يا بنى بيشرب السجاير المحشية ومعاه
مطواة!!!
الابن: ايوه اعرف وكل ماخبيهم منه بيشترى
غيرهم!!!
الاب: تعرف مكانه فين؟ تعرف المكان اللى بيتقابلوا
فيه؟؟؟
الابن:لأ معرفش!!! حاولت كذا مرة انى اعرف
لكن معرفتش اوصل لحاجة...
اذن آذان العصر, فذهب الاب وابنه للصلاة, ولحقت بهم الام (حورية) وابوها (عم عبده), وبعد الصلاة اخذوا يرددوا الدعاء بالهداية وصلاح الاحوال...
واستأذن الاستاذ (سليمان) الموجودين فى تبديل
ملابسه, وعندما فتح دولاب الملابس, وجد ملابسه مبعثرة وشنطة الفلوس التى يعتمد
عليها فى شراء البضائع لمحله اختفت!!!.....صعق ولم يتمالك نفسه من هول الموقف,
وشعر ان الدنيا تدور به, وارتمى على اول كرسى بالغرفة واخذ يستغفر وهو يبكى...
وبعد فترة, قرر ان يبدل ملابسه, ويبدأ البحث عنه فى كل مكان, وعندما خرج من الغرفة, وجد (عم عبده) يهم بالذهاب معه...
فاجابه: هدور انا ورجالة الحى, كل واحد مننا
فى مكان, وخليك انت هنا يمكن يرجع, تحبسه فى اى اوضة لغاية لما ارجع...
وجد (عم عبده) ان مهمته لا تقل اهمية عن
الاخرين, وبدأ يراقب مداخل ومخارج الحى,
هو والصبية...
وقسم الاستاذ (سليمان) الرجال فى جميع
الاماكن المتوقع وجوده فيها, وقرر ان يذهب هو لوحده الى اماكن مختلفة عنهم, وهى
اماكن المدمنين والغرز الموجودة فى انحاء مختلفة, وهو حزين على ابنه الذى اضطره
لدخول اماكن لم يخطر على باله ان يدخلها فى يوم من الايام, وعلى يد من ابنه الذى
هو اغلى شئ لديه فى الوجود...
ومرت الايام والرجال يبدأون البحث من اول اليوم حتى اخره, ويعودون بدون فائدة حتى ييأس الجميع من العثور عليه...
وتمر الايام, والاستاذ (سليمان) وزوجته يزيد
عليهما الحزن يوما بعد يوم,
وتمر السنين وينجح (محمد), ويحصل على المجموع
الذى يؤهله لكلية الطب, وفرح الاستاذ (سليمان) هو وزوجته, واهل الحى به هو ورفاقه...
ورغم مرور السنين, الا ان الاب لم يفقد الامل فى العثور على ولده الهارب, ويتابع اخبار القبض على ارباب السوابق والجرائم, ويسرع لمعرفة اسمائهم, لم يجد اسم ابنه (احمد) يستريح قليلا, ويدعو الله ان يراه قبل وفاته ويطمئن عليه, والا يراه بين المسجلين خطر فى يوم من الايام...
ويتخصص (محمد) فى علاج الادمان, ويقرر ابوه ان يزوجه, فيختار (محمد) جارته طبيبة اطفال, ونسى جميع من فى الحى امر (احمد) الهارب واعتبروه فُقد وعوض الله الاستاذ (سليمان) بوجود ابنه (محمد), الا ان ابيه وامه و(محمد) لم ينسوه لحظة واحدة...
وفاجئت
الام آلام مبرحة لم تتحملها من كثرة الحزن, وتوفت وحزن عليها زوجها وابنها وجميع
من فى الحى...
وقرر (محمد) ان يسمى اول طفل له (احمد), اما ابوه
فمرض من كثرة الهم والحزن, ولزم الفراش بعد فراق زوجته (حورية), وكان (محمد) يلازم
ابيه فى مرضه, حتى فؤجئ بطرق على باب المنزل, فتح الباب (احمد) الصغير, فوجد شابا
يرتدى بدلة انيقة!!!
وسأله الصغير: انت مين ياعمو؟
فاجابه الشاب الانيق: انا عمو (احمد) ياحبيبى......
الاخت المبدعة فكرا وقلما هويدا الرائعة
ردحذفقصة رائعة من داخل البيئة العربية بصفة عامة وان كانت احداثها وقعت بمصر
فشرود الابناء أصبح تيمة عصرية نتيجة جنوح المجتمع بثقافات اتت عبر وسائل غربية سامة فتسممت بها عقول ابنائنا رغما عن الاهل.
فرغم ان الوالد والولدة بقصتكم هذه لم يفرطا فى تربية الابناء ودلالة هذا الابن الثانى الذى أصبح طبيبا بعد ذلك إلا ان شطوح الابن الضال جاء من خلال استجابته للادمان واستعداده النفسى لهذا الشطوح
من واقع البيئة والمجتمع تأخذينا دائما برحلاتك الاكثر من روعة لنستزيد بالمعرفة وانواعها المتنوعة
تكتبين كما قلت بطريقة " الحكى" وهذا ما يجعل سردكم اقرب الى الواقع .
اسلوبكم السهل جعلنا نقرأ دون ملل
وأما الجديد عندك اليوم هو النهاية الرائعة قبل نزول تتر النهاية
وهو انكم تركتى لنا ان نتساءل :
أين كان أحمد وكيف أصبح وتركتى لنا الاجابة ولا اعرف ان كنت تقصدين شياكته للاستدلال عن شىء معين تريدى به ان تتعبى تفكيرنا به.
تحياتى يا هويدا سمير
اسم سيتردد قريبا .................. فتابعوها
اخى الاستذ الفاضل ومبدعنا الساخر عادل
حذفاسعدنى متابعتكم البناءة الهادفة و تحليلاتك الرائعة التى تكشف حقائق مجتمعاتنا العصرية بكل والوسائل الغربية الحديثة كذلك القصة بتظهر اختلاف الفوارق بين الابناء فى بيئة واحدة وكمون الخير والشر داخل النفس البشرية سعدت برائك جدا والجديد فى الجزء الاخير واتمنى ان تنال الاعجاب شكرا لك ودمت بالخير دائما استاذى وشكر خاص لهذا التنباء الذى اسعدنى جدا
http://www.4shared.com/office/2nECDWtu/_online.html?#
ردحذفhttp://www.4shared.com/office/PioAzptd/_online.html?
ردحذفأختي هويدا
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابعت الجزء الثاني من التوأم هذه القصة التي تتطرق الى الفرق بين البشر وحتى الاخوان
احدهم سلك طريق الشر والاخر سلط طريق الخير الاول ترك المنزل ولم يعود اليه الى بعد وفاة والدية غما وحزنا عليه والثني اجتهد واصبح طبيبا يعالج الناس
هي قصة من المجتمع تحدث كثيرا في مجتمعاتنا العربية سلمت يداك اختي هويدا وتحية لك ولاسلوبك الشيق في السرد وربنا يوفقك وان شاء الله نشوف قريبا كل كتاباتك منشورة
لك احترامي وتقديري
اخى الاستاذ الفاض على
حذفلك جزيل الشكر على المتابعة ومجهود الذى تغمرنى بة دائما وان نشرت قصة فسوف يكون لك الفضل الاول اصبحت اتمنى ان تترجم على الشاشات لااحد يعرف هل هذا مستحيل ام ماذا لك منى كل الاحترام والتقدير
سبحان الله
ردحذفاحمد ومحمد توأم وتربوا في نفس البيئة لكن هناك فرق
الدراسات التربوية تتحدث عن اثر البيئة والتربية والاستعداد الوراثي وغيره من العوامل التي تؤثر على الطفل
لكن لكل قادة استثناء
فالنفس البشرية شديدة التعقيد
القصة رائعة وتشد القارىء ليقرأ كل كلمة
تقبلي تحياتي وتقديري
اختى العزيزة احلام
حذفاوافقك الرائ ان النفس البشرية هى اكثر غموضا وكل الدراسات والابحاث العلمية تؤكد ذلك اشكرك على ذوقك الرفيع العالى ودمتى بخير