فى الصباح الباكر, فى منزل السيدة (عفاف) وهى بيضاء, بدينة القوام, تعمل
مدرسة لغة عربية فى المدرسة الثانوية بنات, تستيقظ باكرا, وتتوجه الى غرفة البنات,
(علياء) و(ندا), وتوقظهما: يلا اصحوا يا بنات.... (ندا) طفلة سمراء, نحيفة القوام,
جميلة الملامح, فى الرابعة عشر من عمرها, فى المرحلة الاعدادية, اما (علياء) شابة
بيضاء البشرة, متوسطة الجمال, وجهها مشرق بسام, رقيقة الملامح فى المرحلة الثانوية....
ثم تتجه الى غرفة ابنها (رامى) شاب فى نهائى هندسة مدنى, خمرى اللون, طويل
القامة, صلب البنيان: اصحا يلا يا (رامى) علشان تفطر, يلا بلاش كسل, وفلوس المشروع
اللى طلبتها جنبك على الكمودينو....
وتتجه الى المطبخ لتجهيز الفطار فى حركة سريعة, ثم تُسرع ايضا فى ارتداء
ملابسها, وتنادى على زوجها فى رفق: (كمال)
اصحى الفطار على السفرة, وانا نازلة مع البنات, على فكرة اخذت منك مصروفات المشروع
ل(رامى) زى ما اتفقنا....
وتستقل السيارة, وتوصل ابنتها (ندا) الى مدرستها الاعدادية: خلى بالك من
نفسك, وانتبهى لدروسك, وكلى سندوتشاتك... ترد (ندا) بإيماءة من رأسها على توجيهات
امها.... وتتجه الى المدرسة الثانوية, وبرفقتها ابنتها (علياء), وتكررالتنبيهات
مرة اخرى على ابنتها الثانية, وترد الاخرى بنفس الإيماءة....
ثم تتجه صوب مدرستها, وتلقى تحية الصباح على زملائها, فتجد زميلتها (عائشة)
تجلس على مكتبها, وتضع يدها على خدها فى صمت: مالك يا(عيشة)؟ ليه زعلانة كده؟...
ترد (عائشة) فى حيرة: بنتى (نوال) بعد ما خلص شهر العسل, عاوزة تسيب شقتها,
وتيجى تسكن معايا, هى وزوجها, لانهم مش قادرين على المصروفات, وانتى عارفة ان
البيت يادوب, بنتى (منار) فى اوضة, وهى ثانوية عامة محتاجة تركيز, و(احمد) فى
الاوضة التانية, وهو فى تانية حقوق ومحتاج يكون لوحده, مش عارفة اعمل ايه؟!!!
ترد (عفاف): البلكونة عندك كبيرة يا(عيشة), قفليها ل(احمد) يستقل فيها
لوحده, والحمد لله انها على صالة, ولها باب منفصل, ولا تزعلى نفسك يا(عيوش) ايه
رأيك فى الفكرة دى؟
فلم ترد (عائشة) واكتفت بالتفكير فى فكرة صديقتها....
وبعد انتهاء اليوم الدراسى, توجهت السيدة (عفاف) الى مدرسة ابنتها (ندا), حتى
تنتهى من يومها الدراسى, فحضرت (ندا) وبرفقتها زميلتها (عبير): تسمحيلى يا ماما,
ان (عبير) صحبتى تيجى تذاكر معايا فى البيت, ولما نخلص مذاكرة, يجى باباها وتروح
معاه؟
سألتها امها: هى استأذنت امها الاول وسمحت لها؟
فاجابت (عبير): ايوة وافقت, علشان عندنا امتحان دراسات بكرة....
فسمحت لهما السيدة (عفاف), وفى طريقها تشترى احتياجات المنزل من الخضروات والفاكهة, وتصل الى منزلها, لتفرغ
كل طاقتها فى الاسراع لتحضير طعام الغداء, وفى اثناء تواجدها بالقرب من صالة
المنزل, سمعت (عبير) تحدث امها فى التليفون: انا روحت مع (ندا) على البيت, علشان
عندنا امتحان دراسات بكرة, وهااذاكر معاها.... ولم تسطع ان تسمع (عفاف) الطرف
الاخر....
وبعد قليل, ردت (عبير) بحدة على امها: لا مش هااجى وهاقعد معاها, وكمان
هابات واروح المدرسة بكرة مع (ندا)!!!
فاظهرت (عفاف) نفسها, وسألت (عبير): بتكلمى مين؟
ردت (عبير): دى ماما.... واغلقت الخط سريعا!!!
(عفاف): هاتى اسلم عليها .... ارتبكت (عبير): معلش يا طنط اصلها مشغولة
دلوقتى, بعد شوية هاطلبها لك.... وانصرفت سريعا الى حجرة (ندا)....
فادارت (عفاف) الرقم مرة اخرى: الو... حضرتك والدة (عبير)؟
على الطرف الاخر صوت السيدة: ايوة... مين حضرتك؟
ترد (عفاف): انا والدة (ندا)... ازيك يامدام....لاحظت ان (عبير) وهى بتكلمك
كانت زعلانة....خير فى حاجة؟
فاجابت السيدة: اصلها مقلتليش انها هتروح مع (ندا) وكنت قلقانة عليها, خلاص
مش مشكلة, المهم يذاكروا كويس علشان الامتحان....
فردت (عفاف): ازاى ده؟, انا سألتها عند المدرسة, انها اخذت موافقتك قالت
ايوة....
فردت السيدة ام (عبير): خلاص انا مش زعلانة منها, انا آسفة, هنتعب حضرتك معاها
النهاردة, هى دايما تعمل كدة, تروح مع اصحابها من غير ما تقولى, واُفاجأ بيها,
تتصل بى من عند اصحابها, وبكرة هتروح مع (ندا) الامتحان وترجع على البيت ...........
مع السلامة..........واغلقت سماعة التليفون.
غضبت (عفاف) من هذا التصرف, وفكرت فى حل لهذة المشكلة, فاتصلت برقم مديرة
المدرسة, واستأذنتها فى رقم منزل مُدرسة الدراسات, لتستفسر منها على سؤال هام فى
المادة, لانها بتذاكر مع (ندا)....
واتصلت (عفاف) بمُدرسة الدراسات وسألتها: الو... انا آسفة على الازعاج, لكن
كنت عاوزة استفسر عن امتحان بكرة ل(ندا) فى اى باب من المنهج؟
فاجابت المُدرسة: اهلا وسهلا, مفيش ازعاج ولا حاجة, بس مفيش امتحان ولا
حاجة, ده حتى بكرة معنديش حصة فى فصل (ندا)........بس كويس انك اتصلتى بى لانى كنت
هاتصل بيكى اشتكى من (ندا), اليومين دول كسلانة, ومش بتجاوب معايا, ودايما تتكلم
مع البنت اللى اسمها (عبير) اثناء الحصة, حاولى تبعديها عن البنت دى, لانها بنت
بتاعت مشاكل وسلوكها غير سوى بالمرة, ودايما تتفصل باليومين من المدرسة عقاب لها,
لكن بترجع افظع من الاو ل!!! انا حاولت اكثر من مرة انصح (ندا) لكن البنت دى ليها
تأثير السحر عليها, وبصراحة (ندا) بنت مؤدبة وخجولة ومتفوقة, وخسارة تبقى زى (عبير)
وشلتها....
شعرت (عفاف) ان الارض تدور بها, فشكرت المُدرسة واغلقت الهاتف....
وبعد ان تمالكت اعصابها فتحت الغرفة على الفتاتين, (ندا) و(عبير), فوجدتهما
يقفون امام المرآة, ويسرحون شعورهم, وارتبكت الفتاتين, عندما وجدا امامهما (عفاف)....
فقالت لهما: كنت بانادى عليكم, وانتم مش سامعين, علشان تتغدوا, يلا تعالوا
معايا على المطبخ....
وسارت وتبعتها الفتاتين دون ان ينطقا اى كلمة..........وجلست معهما على
طاولة الغداء, وقالت: كنت فاكرة انكم بتذاكروا زى ما قلتوا!!!
فاجابت (ندا) فى ارتباك: احنا ذاكرنا شوية قليلة, وقلنا بعد الغدا هنكمل....
واخذ الفتاتان ينظرا لبعضهما فى ارتباك....
فوجهت (عفاف) الكلام ل(عبير): انتم من مصر ولا غرباء؟ وماما بتشتغل ولا ست
بيت؟ وبابا بيشتغل ايه؟ وعندك اخوات؟
اجابت (عبير): ايوة احنا من مصر, وساكنين فى امبابة, وماما بتشتغل خياطة لانها مش متعلمة, وبابا عنده
محل يبيع تفصيل ماما, وعندى اخ اكبر منى
فى ثانوى...
فردت عليها (عفاف): بس مامتك باين عليها ست طيبة قوى, انتى بقى طيبة كده
زيها؟
ترد (عبير): ايوة هى طيبة, بس بتحب اخويا (مراد) اكتر منى, وبتلبى كل
طلباته, علشان هو ابيض وحلو زيها, حتى بابا هو كمان بيحب اخويا...
(عفاف): اكيد اخوكى بيسمع كلامهم اكتر منك, وبعدين يا بنتى مفيش أم وأب
يفضلوا ولادهم عن بعض, علشان شكلهم لان الشكل ده خلقة ربنا, وبعدين تعالى هنا, مش
هيا برضو اللى فصلت لك هدومك اللى انت لبسها دى, لو مش بتحبك كانت تعبت عشانك,
وباباكى مدخلك مدرسة خاصة بمصروفات غالية, لو مش بيحبك ماكنش صرف عليكى كده ولا ايه؟......يلا
خلصوا اكلكو علشان اذاكر معاكو...
ردت (ندا):هه حضرتك هتذاكرى معانا, لا مفيش داعى لما يحضر اخويا (رامى)
يراجع معانا, علشان حضرتك تعبانة, وده وقت الراحة بتاعك...
ترد (عفاف): لا مش مشكلة, انا مش تعبانة, علشان الامتحان يعدى بسلام...
وبعد قليل, حضر الاستاذ (كمال) وهو مهندس فى شركة خاصة, ومعه ابنه (رامى),
ورحب بزميلة ابنته, وتناولوا طعام الغداء, واستأذن فى قيلولة.
وبعد قليل, سمعت (عفاف) (ندا) وهى تكلم اخيها (رامى): ممكن يا اخويا الحبيب
تذاكر لنا دراسات, ولو رفضت تبقى مش بتحبنى!!!
فنادت (عفاف): (ندا) تعالى انتى, و(عبير)
علشان اذاكر معاكم فى الصالة زى ما اتفقت معاكم, علشان (علياء) عندها مذاكرة كتيرة
النهاردة....
وبعد قليل, حضرت (ندا) لامها وقالت
لها: (عبير) هتروح علشان تعبت فجأة...
فقالت (عفاف): طيب خليها تلبس وانا هاوصلها, حتى ممكن تيجى انتى كمان...
ارتدت (عفاف) ملابسها بسرعة, وقبل ان تفتح باب الغرفة, سمعت (عبير): هااعمل
ايه دلوقتى فى (حازم) اللى مستنينى تحت بيتكو يا(ندا)؟ روحى قولى لمامتك اخوها جه,
وهتروح معاه ............ففتحت (عفاف) باب الغرفة.
وقالت: يلا يا(عبير) علشان اوصلك, واتعرف على مامتك.
فردت (عبير): حاضر ...........يلا يا(ندا).
واثناء ركوبهم السيارة, بحثت (عفاف) عن الشاب, الذى كان فى انتظار (عبير)
اسفل المنزل, وشكت فى احد الاشخاص, مهندم الملابس, خمرى, طويل, قوى البنيان, ينتظر
بجانب سيارة هيونداى حمراء اللون ............فنظرت الى (عبير) وجدتها تشير له فى
خفاء, وتبتسم ,فايقنت انه هو, فطلبت من الفتاتين ركوب السيارة حتى تحضر لهما,
فتوجهت (عفاف) الى البواب وحدثته واشارت له بشئ ما...
وقبل ان تتحرك بسيارتها, كان البواب اشتبك مع هذا الشاب, وجمع على صوته
بوابين العمارات المجاورة, وعلا صوتهم واشتبكوا بالايدى!!!
فارتبكت (عبير) وقالت: الحقى يا طنط البوابين بيضربوا حااااااااز قصدى
الشاب ده!!!
فاجابتها (عفاف): تلاقيه حرامى, وكان عاوز يسرق حاجة مش بتاعته ودلوقتى
ياخد عقابه...
فردت (عبير) فى ارتباك اكثر, ودموعها تتساقط: بس ده مش حرامى ولا
حاجه, ده شكله ابن ناس خالص, شوفى العربية
اللى راكبها واللبس اللى لابسه, ارجوكى ياطنط ادخلى قبل ما يموتوه هه!!!
ترد (عفاف): لا مش هتوصل للموت, ده ادب بس..........وتحركت بسيارتها
...................ويتبع
عشت هناك
ردحذفبين الاحداث جلست مع السيده في المطبخ ومع البنتين
وكنت ممن ضرب حاااااااازم
ابدعت سيدتي في نقلنا بين الاحداث
سلم قلمكم الراقي
وتصويركم البديع
وسردكم الراقي
دمتم بكل خير
ودي وتقديري
في انتظار يتبع
المسحراتي
مرحبا بك اخى
حذفتحية طيبه وخالصه بذكر الله
شكرا لمتابعتكم ومعايشتكم الاحداث وهذا شرف لى
اتمنى ان يقدرنى الله على نقل فكرة انتشرت بين ابناء جيل ياخذ بالمظاهر اعاننا الله على هذا الجيل لك احترامى وتقديرى
أديبتنا الرائعة جدا جدا ..... هويدا سمير
ردحذفهذه المرة أجد نفسى فى موقف صعب جدا للتعليق على الجزء الاول من رائعتك " صائد النساء" والصعوبة هنا تكمن فى أننى لو قلت ما أريد قوله ستسقط منى بعض الكلمات الواجبة فى حقكم.
- بداية ولا أروع من ذلك .
- تكنيك عال الجودة فى تسلسل الحدث.
- سهولة الكلمات للعامة.
- شخوصات متمركزة كل فى مكانها وحسب الدور المكلفة به.
يكفى ان أقول شاهدت وليس قرأت الحلقة الاولى من " صائد النساء "
تحياتى إلى أن تلتقى معكم بباقى الاجزاء ونحن متشوقون فعلا
استاذى الاكثر روعه عادل
حذفتشجيعك لى بهذه الكلمات تزيدنى شرف من كاتب عظيم مثلك
اتمنى ان يكون هذا رايك دائما حتى نهايه القصه لاننى قاربت على النهايه دمت بالخير والصحه لك تحياتى وتقديرى الكبير لشخصك الكريم