فى صالة البلياردو, يجتمع الاصدقاء الخمسة حول احدى الطاولات ليتناوبوا
اللعب فى مرح وسعادة, وهم (ياسر) شاب اسمر اللون, طويل القامة, نحيف, فى احدى
الكليات النظرية, ينتمى الى عائلة محدودة الدخل, وهو الابن الاكبر على صبى وصبية
فى عمر الزهور, ومراحل التعليم المختلفة...ووالده يعمل فى وظيفة حكومية بسيطة, ووالدته
ربة منزل ........على علاقة حب بفتاة تدعى (رشا) فى المرحلة الثانوية, تقطن بجوار (احمد)
صديقه, وهى فتاة وحيدة, وتعيش مع ابيها بعد وفاة امها, وهى خمرية, تتميز بشعرها
الاسود الطويل, ولها عينان واسعتان, كل اهل الحى يعطفون عليها بعد وفاة امها, وام (احمد)
تعتبرها ابنتها وتراعيها...
والثانى (تامر) ابيض البشرة, متوسط الطول, بدين, الابن الوحيد لعائلة ثرية,
توفر له الكماليات قبل الاولويات, ويدرس فى نهائى هندسة.... ويرتبط بعلاقة حب مع زميلته فى نهائى هندسة, وتسمى
(ريهام) خمرية, نحيفة, تتحدث عن اسرتها بانها من الاثرياء, وتتباهى بملابسها
الضيقة التى تُبرزمعالم جسدها, وتمشى فى الكلية فى دلال, كأنها نجمة سينمائية, والكثير
من الطلبة يتجنبوها لتكلفها ومغالاتها فى لبس الذهب والملابس الباهظة الثمن, وتحرص
ان تتعامل مع (تامر) بذكاء ولامبالاة حتى يتمسك بها اكثر..........
والثالث (مصطفى) طويل القامة, ابيض البشرة, عينين عسليتين, وشعر بنى, وهو
الاخر نهائى هندسة, من عائلة فوق المتوسط, واخ لبنتين اصغر منه.... ويعتبر كل زميلاته
اخوات له ولم يصادف الحب بعد............
والرابع (احمد) خمرى البشرة, عريض المنكبين, ضخم الجثة, يُخيل من اول وهلة
انه مصارع, دائم الرسوب, وفُصل من الجامعة, والتحق بمعهد متوسط, ودائم البحث عن
عمل يشغل به حياته, كم من محاولة يبدأ فيها ولكنها تنتهى بالفشل, وله اخ اصغر منه,
فى المرحلة الثانوية, يحاول امامه ان يكون القدوة التى تساعده على معارك
الحياة.... ورومانسى يتعلق بأى فتاة تتحدث معه بلباقة, ويتعلق بها فترة قصيرة, حتى
يكتشف انها متعلقة بغيره .......فهو شخص خيالى يعيش فى انتظار فتاة احلامه, التى
ترتدى الفستان الابيض, وتعامله برفق وحنان.....
والخامس (شريف) قصير القامة, خمرى البشرة, معتدل الحجم, حاصل على مؤهل كلية
نظرية, تجمعه مع صديقه (احمد) نفس الظروف فى البحث عن عمل, لانه ايضا من عائلة
محدودة الدخل.... يعمل والده فراش فى مكتب محامى (غير مشهور)....
جمعت الاصدقاء الخمسة هواية واحدة, يفرَغون فيها طاقاتهم, وهى لعب
البلياردو, وبعد الانتهاء من اللعب, يمرحون من هنا وهناك لقتل الوقت....
بدأ الملل يتسرب الى نفوس الشباب الخمسة, فقال (شريف) وهو يزفر تنهيده
حارقة: مش قادر اتحمل الملل ده ......حياتنا بقت تافهة, نلعب ونسرح فى الشوارع
ونرجع ننام ......لازم نعمل حاجة, اهلنا عملوا اللى عليهم, وصرفوا علينا لغاية لما
اتعلمنا....
يرد (احمد): انا مكسوف من نفسى وانا بمد ايدى آخد مصروف زى اخويا الصغير....
(ياسر): احنا بندور على شغل كل يوم وفى كل التخصصات, لكن مفيش
فايدة......... ايه رأيكم نعمل مشروع صغير مع بعض؟!!!
(تامر):عندك حق يا (ياسر) نعمل مشروع صغير مع بعض ......بس اهم حاجة نخطط
له صح.
يرد (مصطفى): تفتكروا ايه المشروع
اللى نقدر نعمله, ويعود علينا كلنا بالربح الكتير؟
يرد (تامر): صالة بلياردو, وملحق بها كافيتريا, ونقسم الشغل فيها فى اوقات
فراغنا...
يرد (مصطفى): فكرة رائعة...ندور على مكان, ونحسب المصروفات والتكاليف...
بعد تفكير يقذف (ياسر): لازم يكون فى مكان وسط بين طبقة الاغنياء ومتوسطى
الدخل ......اوعوا تفكروا تعملوا الصالة فى السيدة عيشة مثلا, والا هيضربوكوا
بالطماطم البايظة......هههههههه.
بدأ الاصدقاء الخمسة فى البحث فى الاماكن الراقية, وتفاجئوا بالاسعار
الباهظة, حتى توصلوا لاقل الاسعار, وبعد ان حددوا جميع المصروفات, وجدوا ان المبلغ
اكبر من امكانياتهم, خاصة ان اثنين منهم من محدودى الدخل, وليس لديهما اى دخل ممكن
يساعدا به فى المشروع....
فذهبوا جميعا الى والد (تامر) (ادهم ابو العز) فى الفيلا, وعرضوا عليه
الامر, فرحب بهم, وبدأ (مصطفى) الحديث: احنا يا عمى درسنا مشروع صالة بلياردو
وملحق بها كافيتريا, وحسبنا التكاليف لقيناها فوق طاقتنا, فممكن حضرتك تساعدنا
اننا ناخد قرض من البنك, نسدد منه لما المشروع يشتغل .......لان زى ما حضرتك عارف
احنا لسه مشتغلناش, والبنك محتاج ضمان؟
يتفحص الاستاذ (ادهم) اوراق الدراسة التمهيدية للمشروع, ويفكر قليلا, ويرد:
انا هاقرضكم المبلغ المطلوب من البنك وتردوه ليا بنفس الاسلوب اللى بيتبعه البنك
فى الاحوال دى....
نظر الشباب لبعضهم البعض من هول المفاجأة, وهللوا من فرحتهم ب(الله اكبر).
فرد (ادهم ابو العز): بس بشرط ......متشغلش (تامر) و(مصطفى) عن الامتحانات!!
رد (تامر) و(مصطفى) فى نفس واحد: ابدا... وقت الامتحانات, (ياسر) و(احمد) و(شريف)
هيزودوا الوقت بينهم ان شاء الله....
وبدأ الشباب فى تجهيز الصالة مع عمال الدهانات والتوصيلات.....وفى خلال شهر
افتتحوا صالة البلياردو, مع تقسيم العمل بينهم, من نظافة وتجهيز الطلبات, وكاشير
ومراقبة كاميرات الصالة, وغيره من الاعمال...
نجح الاصدقاء الخمسة فى تشغيل المشروع, بحبهم لبعضهم البعض, واصرارهم على
ان يعتمدوا على انفسهم....
استمر النجاح على هذا النحو, حتى جاء يوم حضرت (ريهام) ومعها اثنان على نفس
شاكلتها, الملابس الضيقة باهظة الثمن, ويرتدين من الحلى الكثير بدون داعى, وطلبوا
ان يلعبوا بلياردو, وبالفعل وفر لهم (تامر) الطاولة, وطلب من اصدقائه ان يرافقهم
فى اللعب حتى يكتمل العدد, وعلت ضحكاتهم بطريقة استفزازية!!!
فاقترب (مصطفى) من (تامر), وطلب منه ان يطلب من البنات خفض الصوت لان جميع
من فى الصالة ينظر لهن, وبمجرد ان لمحت (ريهام) ذلك, قالت: هو احنا مش بنلعب, لازم
نكون على راحتنا .........بنات خالتى هيزعلوا منى كده.......
رد (تامر) مسرعا:لا.....لا خلاص خليكو براحتكو هاجيب لكم عصير فريش...
وعندما ذهب (تامر) لاحضار العصير.....لاحظ (مصطفى) ان شابا اقترب من الفتيات,
وتحدث معهن, وكلا منهم كان يدون شيئا ما فى الموبايل, وما ان اقترب (تامر) من الفتيات
حتى انصرف الشاب مسرعا!!!
وشربت الفتيات العصير, واستأذنت فى الانصراف, حاول (تامر) ان يوَصلهن لكن
اعتذرن له, وانصرفن مسرعين....
شعر (مصطفى) ان وراء هؤلاء الفتيات شيئا غامضا, وغير مريح, فسأل (تامر): هو
والد (ريهام) بيشتغل ايه ...وساكنين فين؟
رد (تامر): معرفش, بس واضح انهم من عيلة غنية.......يلا نخلَص شغلنا ونروح
لانى تعبان ومرهق...
بدأ الشباب فى انهاء عملهم, وكلا انصرف الى بيته, الا (احمد) طلب من (مصطفى)
ان يتجولا بالسيارة, ويذهبا الى مكان ينفسان فيه عن انفسهما من تعب العمل....
فى اثناء السير بالسيارة, مر بجانبهما سيارتان لشباب وبجانبهم فتيات يسيران
فى تسابق مع بعضهما البعض, وتصدر منهم ضحكات عالية دون احساس بمن يسير بجانبهم
..........فقرر (مصطفى) ان يتبعهم لشكه فى امرا ما!!!
واخذ (احمد) ينهره من السرعة التى يسير بها قائلا: ليه السرعة دى يا (مصطفى)؟
احنا ملنا ومالهم .........دول شوية عيال معندهمش احساس, ملناش دعوة بيهم.....امشى
على مهلك وبلاش تهور....
(مصطفى): متخافش اصل فيه حاجة شاكك فيها وعاوز اتأكد منها!!!
وسار ورائهم من شارع الى شارع, ومن منطقة الى غيرها, حتى استقرت السيارتان
امام احدى محلات الملاهى الليلية....
طلب (مصطفى) من (احمد) ان ينتظره بعض الوقت, والا يتبعه, ودخل (مصطفى) بعد
الحديث مع الحارس, ودخل وكانت المفاجأة عندما رأى.......
...................يتبع